قضية ورأي

د. هبة جمال الدين تكتب: الأقصى والحرم وسياسة الطوق  

د. هبة جمال الدين
د. هبة جمال الدين

جاء اقتحام الصهيوني المتعصب بن غفير للمسجد الاقصي ؛ليؤكد علي غباء صهيوني كبير لا يمكنهم موارته أو التغطية عليه.
فالاقتحام ليس أمرًا عرضيا أو هو الأول من نوعه، فسبقه الارهابي شارون وغيره الكثيرين، وبالطبع لن يكون الأخير ولا يعطي لهم حق في المقدسات الاسلامية ، ولا يغير حقيقة المغتصب. وإنما هو كاشف عن مطامع ومخططات تطبق علي الأرض. فالحديث عن تطرف حكومة نتنياهو ووصفها بحكومه الحرب ليس بالجديد علي الشارع الإسرائيلي؛ يميني الهوي منذ مقتل رابين  في التسعينيات واليمين في صعود، حتي جاء عام ٢٠١٥ ليصبح الخيار، إما بين اليمين الديني أو اليمين القومي. فالتعصب سمت عام الاختلاف ليس بالنسبة لنا كعرب ومسلمين وإنما بالنسبة للصهيوني الذي يوازن بين معسكر المتدينين أصحاب الامتيازات الدينيه، أو المعسكر العلماني اليميني المتطرف الأكثر قدرة علي التعامل مع الحزب الديموقراطي بالولايات المتحدة ، فالكل متطرف باختلاف الشعارات والدعوات . وإن كان بعد قانون القومية والدين أصبح مسحة للمجتمع البراجماتي الصهيوني، يستخدم للكشف عن صفقة القرن الابراهيمية.
فاقتحام بن غفير كاشف عن سياسة تدنيس المقدسات واستكمال سياسة التهويد ، لمجتمع أعزل لا يأمن علي حياته ومقدساته فيأتي شيطان مدجج للتباهي باقتحام المقدسات بالسلاح فأي صورة تصدرونها ، غير التطرف والإرهاب فهل يمكن لبن غفير الدخول دون سلاح دون قتل وسفك واعتقال. أنه الضعف والتطرف والأغتصاب بأقبح صوره القاتمة الدنيئة.
وهي ذات الصورة التي قدمها الصهاينه في موسم الحج الاخير عام ٢٠٢٢ حينما تحايلوا للدخول والتصوير علي جبل عرفات. 
فالمقدسات الاسلامية محل استهداف صهيوني باقتدار . فتارة يكتب ارئيه ادرعي شبات شالوم من الحرم المكي بصورة مزورة وتارة يحاول إسرائيلي التصوير بداخل المسجد النبوي واخيرا جبل عرفات والان بن غفير يذكرنا بمقدساتنا وارتباطها معا بمصير وخطر واحد صهيوني باقتدار، خاصة أن إسرائيل أصبحت علي حدود المملكة العربية ، لتقترب من حلمها ووهمها بالاستيلاء علي خيبر والمدينه وجبل اللوز وهدم الكعبة لا قدر الله .
فتوالت الأخبار من الدولة الجارة للمملكة بعد حصول ابنه سفير الكيان الصهيونى بها علي الجنسية العربية لهذه الدولة ، وبإعلان مغني اسرائيلي يدعي عومر آدم  وزوجته ياعيل شلفياه الاقامة الدائمة علي اراضيها وعمل الشاباك رسميا بها وغيرها من الاخبار التي حلت بعد اتفاقات ابراهام.

 فالسؤال الأهم هل أصبحت إسرائيل تطوق حدود المملكة في ظل تجنيس وحرية دخول وخروج يفرضها اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي. 
وإذا انتقلنا لرؤية اشمل:
هل اتفاقات ابراهام تجعل من إسرائيل تطوق المشرق العربي؛ فالمغرب اصبحت متماهية مؤسسيا مع إسرائيل بحكم اتفاقات ابراهام لتطوق الجزائر ، خاصة مع اتفاقيات الدفاع المشترك مع إسرائيل ، والآن المملكة عبر الدولة الجارة الابراهيمية، فهل تسعي إسرائيل لاقامة أوطان بديلة لليهود كما نص وعد بلفور الذي تضمن النص علي انشاء وطن بديل حرصوا علي أن يكون دون أدوات تعريف ليمكن تكراره عبر سلسله من الاوطان البديلة فهل حان وقتها الان. 

فهل سياسة العالم الآن هي انشاء إسرائيل علي حدود الدول المعادية، أو المختلفة مع سياساتها، كما حاول زيلنيسكي من اوكرانيا فلطمها بوتن .

أما نحن فأسرائيل الآن في قلب العالم العربي بفلسطين علي حدود مصر، وعلي حدود المملكة، وعلي حدود الجزائر فكيف علينا حماية مقدساتنا وأمننا القومي. وهنا أحيي سلطنة عمان علي وعيها وبأسها في مواجهة المد الصهيوني بتجريم التطبيع وتوسيع دائرته وصوره.
وهنا لابد أن نتساءل حول كيفية قراءة موقف بوتن من إسرائيل ، في ظل تطويق الدول العربية الكبري.

حتي مع رفض الشارع العربي الأكبر للصهاينه، مثلما اتضح في مونديال قطر ، ولكن وثيقة الاخوة الانسانية أصرت علي تغير الواقع بتغير المناهج بالجامعات والمدارس بالتعاون مع جامعات كالازهر وجامعة أم القري بالمغرب لتغير الوعي تحت خرافة الاخوة الصهيونية. 
والتي ظهرت نتائجها في اضافة الدولة الإبراهيمية الأولي لمادة الهولوكوست بالمنهج الدراسي بالدولة العربية الاسلامية لمكافحة ثقافة انكار المحرقة وذلك في اطار اتفاقات ابراهام ٢٠٢٠.

في ذات الوقت نجد اصرار صهيوني علي التغير وإعلان تنظيم دورة اوليمبية من الالعاب الالكترونية بين عشرة دول من دول اتفاقات ابراهام كبداية لامكانية ، تنظيم كاس العالم كما اقترح امين وثيقة الاخوة الانسانية من قبل واقدمت عليه إسرائيل مع الامارات لتنظيم مشترك لكاس العالم عام ٢٠٣٠ فهل يمكن ان نشهد هذه البدعة كشكل من اشكال التعويض للصهاينه الذين تعرضوا للرفض والطرد من المشجعين هم والشواذ ، خاصة أن تل ابيب عاصمة الشواذ بالشرق الاوسط ، فكان علينا أن نتساءل حول سبب اصرار الوفد الاسرائيلي علي فرض وجودهم والاعلان عن هويتهم وتصوير الرفض المجتمعي الجارف لهم فلا شيء يقومون به بمحض الصدفة خاصة أن بعض المذيعين هم جنود وضباط بجيش الاحتلال فكانوا بمهمة عسكرية بالخارج، هنا يأتي السؤال الأهم هل يمكن أن يعوض الغرب إسرائيل والشواذ بتنظيم كاس العالم؟. 
ويمكن قراءة ذلك في ضوء تصريحات نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي حول الشواذ قائلا: "أدين بشدة التصريحات ضد مجتمع المثليين في أسرائيل . وأضاف :"إنسان محبوب الذي خلق على شاكلته، كل إنسان خلق على صورة الله. هذا هو المبدأ الذي جلبه شعبنا للبشرية قبل آلاف السنوات وهذا هو المبدأ الذي يوجهنا اليوم".
في هذا السياق، هل أصبحت إسرائيل تمثل صوت المثليين في المنطقة لتغازل الفيفا، بعد اعتراضها رسميا عن رفض الشعوب المشجعة للمونديال للتعامل مع الوفد الصهيونى، وتطلب برد لها وللمثلين لتكون مكافأتها تنظيم كاس العالم ؟

وهل يمثل ذلك استكمالا لسياسة التطويق "الطوق “ الابراهيمي الجديدة؟.